رَجَعَ سَجّادٌ مِنَ الْمَدرَسَهِ حَزیناً؛ عِنْدَما جَلَسَ عَلَی الْمائِدَهِ مَعَ أُسْرَتِهِ، بَدَأَ بِالْبُکاءِ فَجْأَهً
وَ ذَهَبَ إِلیٰ غُرفَتِهِ؛ ذَهَبَ أبَوهُ إِلَیهِ وَ تَکَلَّمَ مَعَهُ وَ سَأَلَهُ:
»لِماذا ما أَکَلْتَ الطَّعامَ؟! «
أَجابَ »: هَلْ تَعْرِفُ صَدیقی حُسَیناً»
قالَ: «نَعَم؛ أَعْرِفُهُ؛ هوَ وَلَدٌ ذَکیٌّ وَ هادِئٌ. ماذا حَدَثَ لَهُ؟»
أَجابَ سَجّادٌ: «هوَ رَقَدَ فِی الْمُسْتَشفیٰ؛
صَدَمَتْهُ سَیّارَهٌ؛ وَقَعَتِ الْحادِثَهُ أَمامی؛ عِندَما شاهَدْتُهُ عَلَی الرَّصیفِ الْمُقابِلِ؛
نادَیْتُهُ؛ فَقَصَدَ الْعُبورَ بِدونِ النَّظَرِ إلَی السَّیّاراتِ و مِنْ غَیْرِ مَمَرِّ الْمُشاهِ؛
فَقَرُبَتْ مِنْهُ سَیّارَهٌ وَ صَدَمَتْهُ. کانَتْ سُعَهُ السَّیّارَهِ کَثیرَهً.»
قالَ أَبوهُ:« کَیْفَ حالُهُ الْآنَ؟»
قالَ سجّادٌ: «هوَ مَجروحٌ.»
فِی الْیَومِ التّالی، طَلَبَ الْمُدَرِّسُ مِنْ تَلامیذِهِ کِتابَهَ قَوانینِ الْمُرورِ وَ رَسْمَ إشاراتِ الْمُرورِ فی صَحیفَهٍ جِداریَّهٍ و رِعایهَ الْأَعمالِ الصَّحیحَهِ فِی الشَّوارعِ وَ الطُّرُقِ.
ثُمَّ أَخَذَ الْمُدیرُ تَلامیذَ الْمَدرَسَهِ إِلیٰ مِنطَقَهِ تَعلیمِ الْمُرورِ.
وَ بَعْدَ یَومَینِ، جاءَ شُرطِیٌّ إِلَی الْمَدرَسَهِ مِن إِدارَهِ الْمُرورِ لِشَرْحِ إشاراتِ الْمُرورِ وَ طَلَبَ مِنهُمُ الْعُبورَ مِن مَمَرِّ الْمُشاهِ.
کَتَبَ التَّلامیذُ صَحیفَهً جِداریَّهً وَ رَسَموا فیها عَلاماتِ الْمُرورِ وَ شَرَحوا مَعانیَها.